نتيجة لقسوة بعض الأمهات على بناتهن فى مرحلة الثانوية العامة والجامعة، تطن الفتيات أن الحب بينها وبين والدتها قد انتهى بمجرد أنهن أصبحن فى هذه المرحلة، إلا أن الدكتورة نبيلة السعدى، أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية والزوجية، تؤكد أنه مهما اختلفت أساليب التعامل فهى تعبر فى النهاية عن حب الأم لابنتها، فكل فرد يعبر عن حبه بطريقة مختلفة عن الآخر.
نجد الأم تنتابها حالة غريبة من الخوف تجاه ابنتها، فتكثر الأسئلة عند عودة الفتاة من المدرسة أو الدرس، بالإضافة إلى كثرة الاستفسارات التى تريد الأم أن تعرفها عن تفاصيل يوم ابنتها، وغيرها من الأسئلة والاستفسارات التى تعتبرها الفتاة تدخلا فى أمورها الشخصية وإقرارا بعدم الثقة ورغبتها فى مراقبة كل تحركاتها، لهذا تجيب على الأسئلة وهى تشعر بالكره أو تتجاهل الإجابة عليها فى بعض الأحيان مما يؤدى إلى خلاف وجدل بين الأم وابنتها.
وتضيف، على الفتاة دور فى علاج هذا الموقف بحيث تجد طريقة حكيمة تتعامل بها مع والدتها فى مثل هذه المواقف، ولابد أن تأخذ الفتاة فى اعتبارها أن والدتها تقوم بذلك نظرا لحالة القلق التى تشعر بها عليها وذلك لحبها الكثير لها، وقد يزداد الأمر سوءا عندما تقوم الفتاة بالانعزال عن الأسرة أو قضاء أوقات كثيرة خارج المنزل بين المدرسة والنادى والدروس، وعدم تحدثها مع والدتها عن ما يحدث لها فى الحياة.
وتظن الأم أن الأسئلة الكثيرة لابنتها تعتبر هى الطريقة الوحيدة لإبداء رغبتها فى علاقة قوية متينة مع ابنتها.
وتشير نبيلة إلى أن الفتاة هى الوحيدة التى يجب أن تبدأ بالحل، فتغير أسلوبها مع والدتها وتعتبرها صديقة مقربة إليها، لأنها أصدق من يقدم النصيحة لابنتها، مع إخبار الفتاة لأمها أنها حريصة على عدم خذلاها وإنها بحاجة الآن لثقة والدتها دون قلق، ومع الأيام سوف تتغير الأم وتقلل من استفساراتها لأنك بصورة تلقائية سوف تحكى لها كل شىء.