والطلاب فى هذه المرحلة يمرون بفترة حرجة وهى مرحلة المراهقة المتوسطة، حيث تظهر فيها العديد من المشاكل والاتجاهات والشهوات، فإذا لم يتم فيها توجيههم من قِبل الآباء والمعلمين توجيهاً سليماً فى ظل إطار شرعى وتربوى بعيداً عن التهاون والتساهل والتخلى عن المبادئ والمثل والقيم وبعيداً عن التصرفات العصبية، فإن الشباب فى هذه المرحلة يضيعون فى الفتن والرذيلة، مما يؤدى بهم إلى الانحطاط والفشل وعدم القدرة على مواجهة متطلبات الحياة.
والمتأمل لواقع طلاب المرحلة الثانوية يجد أنهم لديهم العديد من التصرفات والسلوكيات السيئة أوقعتهم فى الكثير من المشاكل، كالتهاون فى الصلاة أو حتى تركها، وعقوق الوالدين، واستعمال المخدرات والتمرد على أنظمة المدرسة والهروب منها والعبث بممتلكاتها والاعتداء على الآخرين والغش فى الاختبارات، وإظهار السلوك العدوانى والعناد أمام المعلمين وعدم احترامهم بناء الوطن ومن أبرز النتائج السلبية التى تنتج عن ظهور مثل هذه السلوكيات السيئة.
وحتى يمكننا أن نحد من هذه المشاكل لابد أن نضع العلاج المناسب لها وذلك على النحو التالى، على المعلم أن يبذل ما فى وسعه فى النصح والتوجيه، حيث أن دوره لا يقتصر على توصيل المعلومات للطلاب فقط وإنما يتعدى دوره إلى أهم من ذلك فدوره فى المدرسة كدور الأب فى المنزل يربى وينصح ويوجه.
بناء الثقة وجسور المحبة عند الطالب فى هذه المرحلة من قبل أولياء الأمور والمعلمين وذلك بالكلمات الطيبة والبعد عن السخرية والاستهزاء والتقريع التأنيب وتعزيز السلوكيات الطيبة التى تظهر منه بالتشجيع المستمر.
بالإضافة إلى إعطاء الطالب فى هذه المرحلة الفرصة للحديث وإبداء الرأى والاستماع والإنصات له باهتمام، مع مراعاة البعد عن الفوقية والتسلط عند الحديث معه وأن يكون توضيح ما بدر منه من خطأ أثناء ذلك بأسلوب مقنع، فالإقناع فن لا يجيده إلا قلة من الناس فإذا تمكن المحاور سواء المعلم أو الأب من إقناع الشباب بأخطائهم، فقد أجاد وأفاد ووصل إلى الهدف المراد.